إما كاذب أوصادق

أجزم أن الزبائن صاروا خبراء في التقنيات البيعية

يحدثني أحد أصدقائي من محترفي المبيعات قال:

إلتقيت أحد الزبائن المحتملين المهمين بالصدفة ورغبت في أن أحدد موعدا للقائه

فحدثته قليلا عن خدماتنا ثم قلت له

هل تحب أن ألتقيك صباح الأحد أم صباح الإثنين أفضلك؟

فضحك الزبون كثيرا…

ووضع يده على كتفي لإلتقاط أنفاسه من الضحك…ثم قال

…يخرب شيطانكم جماعة المبيعات …كلكم قاريين عند شيخ واحد…!

هذه تقنية التأطير بالخيارات…أعرفها جيدا…

قال صديقي

فسكت ولم أجب …لأنني شعرت حينها أنني مبرمج على سلوك معين وحين كُشِفت لم أدر ما أفعل، وكنت بحق أقرب للحفظ من الفهم في سلوكي!

وصلني فيديومن صديقي رجل اعمال لمدرب محترف وهو من المشهورين على مواقع التواصل ويتحدث فيه عن البيع، ثم انه اردف اسلوبه (أقصد المدرب) بتقنية الباروميتر بان تخبر الزبون بان يقيم حاله من 1-10 في اي موضوع هو فيه متشكك ثم تكمل انت من بعد الرقم الي اعلنه باكمال النقص، يقول صديقي رجل الأعمال ان هذه التقنية لم تعد تنفع مع اطلاقا وصار يفندها مباشرة ولا يعطي رقما ليسيطر هو على البيعة وانه غير مقتنع بفيديو اخر ارسله لي يتحدث فيه ذات المدرب عن كيف تكون ودودًا مع عملائك، ولكن لا تكن صديقًا لهم أبدًا واخبرني انه من تجربته لا تليق بعالمنا مثل هذه النصائح وعلى ارض الواقع الزبون ينبش كل اقاربك ويعرف تفصيل حياتك ليعلنها قبل الشراء (شو يا قرابة ما بدك تزبطها؟!) شعوب تبني حركتها على التعارف والمونة لا يصلح فيها مثل هذه الكلاشيهات الخاصة بالواتس والريل على وسائل التواصل.

ما أريد قوله ان الزبائن

الزبائن في أيامنا هذه أكثر

تنظيما..معرفة…تعقيدا..دراية..حنكة..ذكاءا…لؤما…كذبا…خبثا…دهاء

من محترفي المبيعات

وهذه كلها بمعانيها الجميلة وليس القبيحة….

فالزبون يكذب عليك حتى لا يجرحك، يقول لك:

بنفكر في الموضوع!

وهو يعلم أنه لن يشتري منك أبدا إلا أنه يخاف أن تتحرج!

ويخشى أن يصدمك فيعطيك جرعة من أمل ومخدر ليضمن خروجك من مكتبه سليما…

والزبون أكثر لؤما لأنه يستخدمك لغايات المقارنة مع العروض الأخرى فقط..

والزبون أكثر دهاءا لأنه يعرف حركتك القادمة ولا تعرف أنت حتى خطوته القادمة

والزبون أكثر خبثا لأنه يخبئ ما عنده ويحصل على كل ما عندك….

ومع العلم أنني كلما سألت أحدهم عن الصورة الذهنية لمحترف المبيعات أجابوا:

نصاب

كذاب

مراوغ

بلعب بالحكي

مجامل للغاية

بغزل على الناعم

بهتم فقط في الفلوس

ملسن

مفلسف

ثعلب

أعرف كثير من الصناعات تطلب من محترفي المبيعات رشوة الزبائن المحترمين!

وتطلب منهم الكذب

وتطلب منهم التملق والتزلف والتجرد من الأخلاقيات لمجرد الحصول على الصفقة

قال لي محترف مبيعات من دولة عربية، لو الزبون بدو أرقص على الطاولة برقص؟؟؟!

ينجبر البائعون للعمل ضمن هذه الشروط للحصول على لقمة العيش للأسف…

فما الحل إذا برأيكم…؟

كيف السبيل إلى تغيير الصورة النمطية عن البائعين

سوى أن نعلم جيدا أننا نحن كشركات ومحترفين مبيعات من يصنع هذه الصورة الذهنية في أذهان الآخرين، ولذا علينا أن نعمل جاهدين بحق لصناعة صورة محترف مبيعات لن يفاوض أبدا على

الصدق ثم الصدق ثم الصدق

#علي_ذياب

#كيف_تبيع_كمحترف

#حكيبيع